** أحمد بن طولون **
أمير مصر و مؤسس الدولة الطولونية في مصر و الشام ولد سنة 835 ميلادية. كان والده من اتراك القبجاق.
قدوم ابن طولون إلى مصر
لما أدخل المعتصم العباسي الأتراك إلى عصب الدولة العباسية ، و ولاهم معظم المناصب الكبرى ، آلت إليهم الولايات العباسية ، و بعد المعتصم بفترة كانت مصر من نصيب الوالي التركي بقبق الذي كان زوجاً لأم أحمد بن طولون ، و أتى به إلى مصر ، ثم آلت بعده إلى الوالي التركي برقوق الذي كان أبا زوجة ابن طولون ، و أناب كل منهما ابن طولون للقيام بأمر مصر ، فوليها في سنة 254هـ 868م.
بناء القطائع
لما رأى ابن طولون الفسطاط و العسكر تضيقان عنه و عن جنوده ، فكر في بناء عاصمة جديدة و سماها القطائع ، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.
وأختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم حيث حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر ، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش ، كما أنشأ المستشفيات و البيوت و البساتين.
وقد قسمت المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التى تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم ولهذا سميت المدينة بالقطائع ، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر والحلمية .
كما أنشأ أحمد بن طولون قصره العظيم في موقع ميدان القلعة الحالي و قد اندثر تماماً ، و يُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً ، و تحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة، وانه كان يتميز بوجود سلالم خارجية.
وقد خلف خمارويه والده وسار على نفس سياسته ثم جاء بعده أبى العساكر جيش وبدأ الدولة الطولونية تضعف وتتردى مما أغرى الخليفة العباسى المكتفى بالله فأرسل جيشا بقيادة محمد بن سليمان الكاتب فجاءإلى مصر وتقدم متجها إلى الفسطاط وأستولى عليها ثم أتجه إلى القطائع وأحرقها عام 292ه - 904م ودمرتها النار وحولتها إلى خرائب وأطلال.
جامع احمد بن طولون
يُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع ، إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية ، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات و التوسعات معالمه الأصلية تماماً ، و قد أنشأه الأمير أحمد ابن طولون في الفترة بين عامي 263هـ ـ 265هـ على مساحة ستة أفدنة ونصف ، و يشعر زائره برهبة و خشوع عظيم ، ومما يسترعى أنتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في لعمارة الأسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم ، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات ، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك.
وفاة أحمد بن طولون
توفي أحمد بن طولون سنة 270هـ 884م و خلفه على الحكم ابنه خمارويه الذى سار على نفس سياسة والده.